الرئيسية /نفسية المسوّق

نفسية المسوّق


من خصائص مسوق الأفكار الجيد:

قوة القناعة، ووحدة التوجه:

فبمقدار قوة القناعة بالفكرة تكون القدرة على تسويق الأفكار، وبمقدار التشكك في صواب الفكرة بمقدار التخبط في تسويق الأفكار، ومن معاني قوة القناعة وآثارها: المعرفة الجيدة بالفكرة وبآثارها في الحياة، فإن اجتمع مع قوة القناعة وحدة التوجه والتفاني الذي هما من آثار قوة القناعة كان المسوق للفكر مسوقًا متميزًا ولا شك.

الثقة:

وهي من آثار الصفة التي قبلها، والمسوق الجيد للأفكار يجب أن يكون واثقًا من أفكاره، واثقًا من قدراته على تسويقها، فالثقة بالفكرة لا تكتمل إلا بالثقة في القدرة على تسويقها، أما المتشكك في الأفكار التي يسوقوها، أو في القدرة على تسويقها؛ فنجاحه صعب، إذ يظهر هذا التشكك في كل عملياته التسويقية، ولو لم يلحظ هذا التشكك المتلقي بوعيه أدركه بلا وعي منه.

القوة والشجاعة والجرأة:

فلا تسويق بدون جرأة وقوة وطرق للأبواب والمنافذ، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ونعني بالقوة: القوة في الفكرة وفي القناعة بها، والقوة في أسلوب طرحها، أما الخجول في طرح رأيه، أو الضعيف في طرحه؛ فلا يصلح لتسويق الأفكار، بل ربما دل ذلك على ضعف القناعة بالفكرة، أو ضعف الثقة فيها، أو في نفسه.

المرونة والتحكم في النفس:

فمن يتصدى لتغيير قناعات الناس ومناقشة أفكارهم سيواجه مواجهات يحتاج معها إلى أن يتحكم في نفسه، فلا تفلت عليه ببغي أو ضعف، كما يحتاج إلى أن يكون مرنًا، لديه القدرة على أن يغير من تكتيكه ومن أسلوبه حسب تغير المعطيات، ولذا فمن لا يملك المرونة واللياقة الذهنية والنفسية والعملية بشكل جيد، ولديه القدرة على التحكم في نفسه قد لا يصلح لتسويق الأفكار، فضلًا عن قيادة فرق تسويق الأفكار.

ارتباط تقنيات التسويق بنفسية المسوق وطبيعته:

المسوقون كالمتلقين، ليسوا نوعًا واحدًا؛ فمن الناس من يناسبه الكتابة أكثر من الحديث، ومنهم من تناسبه الخطبة أكثر من الدورة التدريبية، ومنهم من تناسبه الوسائل الجماهيرية العامة أكثر مما تناسبه الوسائل التخصصية، وعلى مسوق الفكر أن يعرف عناصر قوته ليبرزها، والعناصر التي يحتاج للتدريب عليها ليعالجها ويطورها، أو يتخصص في جوانب القوة لديه ويبرز فيها؛ ليكون إمامًا فيها، وليكون تأثيره وتسويقه للفكر بهذه الطريقة قويًّا متميزًا ؟

ارتباط الشريحة المستهدفة بنفسية المسوق:

فمن الناس من يناسبه الانفتاح على الناس والجماهير، ومنهم من لا يناسبه إلا تسويق الأفكار على المستوى الشخصي، أو الخاص بفئة معينة، وليس لأحدهما فضل على الآخر، بل هما مكملان لبعضهما، فهذا يحرك الجماهير، ويقود الناس، ويقنع الأفواج بفكرته، وهذا يربي القادة، ويصنع الرجال، ويسوق فكره على المختصين، والأنفع لكل واحد منهما ما تتلاءم طبيعته معه وما قناعته بجدواه أكبر، كما أن من الناس من يستطيع أن يتخاطب من الأطفال وكبار السن والشباب، ومنهم من قدرته متميزة في أحد هذه الفئات فقط.

وبالجملة؛ فكلٌ ميسر لما خلق له، وإبداع وإتقان في فئة خاصة قد يكون خيرًا من عمل في جميع الفئات بدون إتقان، وإن كانت القدرة على مخاطبة جميع الفئات، وتنمية ذلك من صفات القادة العظماء المؤثرين على مدى التاريخ.

وما يصلح من الوسائل والتقنيات في تسويق الأفكار:

عندما ينمي الإنسان قدراته في التعامل مع كل تقنيات وأساليب التسويق، ومع جميع الشرائح، بإخلاص لله وصبر ويقين يكون قائدًا إمامًا، وعندما يعرف الإنسان التقنيات الأنسب لطبيعته، والفئة الأقوى في قدرات تسويقه، يكون أكثر إبداعًا وتميزًا وإتقانًا في قدراته التسويقية، وبالتالي في تحقيق أهدافه، وعندما يعرف المسلم الجوانب التي قدراته على استخدام التقنيات فيها ضعيفة، والشرائح التي لا يحسن مخاطبتها يعرف الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، ويعرف الجوانب التي ينبغي أن ينأى بنفسه عنها حتى يطورها لديه أو يتركها لغيره، ولو كان من أتباعه؛ فكل ميسر لما خلق له.