الرئيسية /المزيج التسويقي (أالترويج): أين تروج لنفسك؟ وكيف تروج لنفسك؟

المزيج التسويقي (أالترويج): أين تروج لنفسك؟ وكيف تروج لنفسك؟


 كيف ستروِّج لنفسك؟

الترويج من الخطوات المهمة في تسويق الإنسان نفسه، ويتضمن الاتصال الإقناعي، ويتساءل كثير من الناس: هل أحتاج أن أروج لنفسي، أم أنَّ جوهري الجيد وأعمالي الجيدة تكفي؟

والحقيقة أنَّه على الرغم من أهمية الجوهر الجيد والأعمال الرائعة، إلا أنَّ الترويج جزء مهم من العملية التسويقية، ووظيفة الترويج: إظهار هذا الجوهر الجيد، وإبراز هذه الأعمال الرائعة، بل إنَّ الجوهر الجيد والأعمال الرائعة هي جزء من العملية الترويجية كما سيأتي معنا، والترويج مكون من مزيج من عدة قضايا؛ منها:

 التسويق المباشر:

ويتم عند كل اتصال بين من يُسَوِّق نفسه مع أحد ممن يُسَوِّق نفسه عليه، وهو من أهم عناصر المزيج الترويجي في ترويج الإنسان نفسه، فبقدر قدرة الشخص على إقناع الناس بنفسه عند كل اتصال، بقدر ترويجه الجيد لنفسه، وهنا يدخل كثير من القدرات المهمة في الاتصال مع الناس، فبعض الناس ينطبق عليهم المثل العربي الشهير: ((تَسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ لك مِنْ أن تراه))؛ ولذا قالت العرب قديمًا: ((إنَّما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه)).

والقدرة على الاتصال الجيد مع الناس لا تقوم إلا على مصداقية بناها الإنسان لنفسه، فإن فُقِدَتْ هذه المصداقية كان الاتصال الجيد نوعًا من التمثيل والنفاق، يدركه كل الناس عندما يتصلون بالشخص، كما أنَّ القدرة على الاتصال الجيد تقوم على مجموعة من المهارات التي ينبغي أن يتعلمها الشخص لتتقوى قدرته على تسويق نفسه، ومن هذه المهارات:

1- مهارات الحديث: فالقدرة على الإفصاح والقدرة على التعبير الجيد من الأمور المهمة لمن أراد أن يُسَوِّق لنفسه، سواءً كان ذلك في مجلس عابر، أو كان في محاضرة، أو ندوة، أو اجتماع.

2- مهارات الإصغاء: فمن لا يحسن الاستماع والإصغاء لا يحسن الحديث الجيد، والإنسان يصغى أكثر مما يتكلم، ومن تَعلَّمَ مهاراتِ الإصغاء فَهِمَهُ الناسُ أفضلَ ممن يُحسن مهارات الحديث.

وأفضل مروج لنفسه هو الذي يُتقن السماع؛ ولذا كان من أهم صفات القادة الناجحين: قدرتهم على الإصغاء الجيد.

3- مهارات الإقناع: سواء كان المقصود: مهارات الإقناع الجماهيرية، أو الفردية، ومن الناس من يملك مهارات الإقناع سجية، وفضلًا من الله -سبحانه-، وكذلك هناك من تفضل الله عليهم بقدرتهم على اكتساب مهارات الإقناع وتعلمها.

4- مهارات الحوار: من يُسَوِّق نفسه لا بد له من الاختلاف مع غيره، ولذلك لا بد أن يمتلك مهارات الحوار والنقاش، بحيث يكسب المخالفين له كما يكسب الموافقين له.

5- العلاقات العامة: تعني: القدرة على إنشاء علاقات مع الناس والمحافظة عليها، ثم بعد ذلك استثمارها، وإذا كانت العلاقات العامة من أبرز صفات القادة النابهين؛ فهي من أبرز صفات المسوقين الجيدين لأنفسهم. والعلاقات الجيدة تصنع للمُسوِّق نفسه زخمًا جيدًا، ويحتاج الشخص من أجل أن يقوم بعلاقات جيدة مع الناس إلى أنَّ يعطيهم من وقته وجهده، كما يحتاج -وهو الأهم-إلى أنَّ يعطيهم من نفسه وروحه؛ فالناس تُدرك بفطرتها مَنْ يجلس معهم، أو يشاركهم، ولكنَّه ليس معهم بروحه، أو لا يعيش همومهم وتطلعاتهم، ولكي ينجح الشخص في إقامة علاقات تساعده على تسويق نفسه ينبغي عليه أن يسعى لتحقيق الأمور التالية:

1- يحاول أن يكثر من كسب المتميزين حوله، وقد قيل: إنِّ كوكب المشتري لقوته يجمع حوله اثني عَشَرَ قمرًا، بينما بعض الكواكب لا تمتلك إلا قمرًا واحدًا.

2- يقلل من أعدائه، فمن لم يكن من أصحابه وأتباعه؛ فلْيُحَيِّدْهُ، وليس بالضرورة أن يُحوِّلَهُ إلى عدوٍّ.

3- استغلال المناسبات؛ كالأعياد، وما شابهها، واستغلال التجمعات، والاجتماعات.

4- خدمة الناس والاهتمام بهم، وتبني قضاياهم.

5- بناء تصور ذهني جيد ومريح عن الشخص لدى الناس.

 

 تنشيط التسويق:

وهو أي قيمة إضافية يضيفها الشخص لتسويق نفسه بمناسبة أو بدون مناسبة، هذه القيم المضافة تجعل الناس يرتاحون لقُدومه، ويَسعدون بالجلوس معه، ويفرحون بوجوده وحضوره، والأمثلة على تنشيط تسويق الإنسان نفسه كثيرة، يجمعها: أنَّها نوع من الكرم والسخاء، سواء كان هذا السخاء بالمال، أو بالوقت، أو بالنفس، أو غير ذلك مثل:

1- التبسط مع الأطفال، أو جلب الهدايا والحلوى لهم، وكذلك الهدايا التي تُهْدَى للناس؛ ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تَهَادُوا تَحابُّوا)).

2- بذل النفس، والتبسط، والدعابة مع الناس، وعدم التكلف لهم، وطلب عدم التكلف منهم؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم يجلس حيث ينتهى المجلس، وحيثما جلس صلى الله عليه وسلم كان صدر المجلس.

3- بذل العلم والفكر للناس، وعدم البخل ببذله، بل المبادأة به بسماحة نفس؛ ولذا لمَّا سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أنتوضأ من ماء البحر؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((هو الطهور ماؤه، الحِلُّ ميتته)).

4- ابتداء الناس بالسلام، والسؤال عن أحوالهم، ومن ذلك حضور أفراح الناس واجتماعاتهم، ومساعدتهم في نوازلهم، وتلبية احتياجاتهم، ويدخل في ذلك الكرم، وضيافة الناس والجلوس معهم، وعمومًا يدخل في ذلك كل ما يُحبِّبُ الشخص للناس، ويُقرِّبُه إلى نفوسهم.

 

 النشر والإعلام:

ليس هناك أمر من وسائل الترويج الشخصي أقوى أثرًا من الإعلام؛ خاصةً إذا كان المقصود: أن يروج الشخص لنفسه بشكل جماهيري؛ ولذا فمَنْ أراد أن يُسَوِّق نفسه للجماهير، فمن أقوى وسائل الترويج: أن ينشر شيئًا للجماهير، أو أن يظهر في وسائل الإعلام والنشر؛ فالإعلام هو في حقيقته إعلان لكنه غير مدفوع، إلا أنَّ الخطر في الظهور على وسائل الإعلام يكمن في أنَّ بعض الناس لا يُحسنون التعامل معها، ولا يعرفون آلياتها؛ مما يجعل ظهورهم في وسائل الإعلام لا يعطيهم النتيجة التي يريدونها، عند ذلك ينبغي أن يتجه الشخص إلى النشر، سواء كان نشرًا في الصحف أو المجلات السيارة، أو كان نشرًا لكتب أو بحوث، ومما ينبغي التأكيد عليه في هذا الصدد:

1- أن يختار الشخص ما يناسبه من القنوات الإعلامية، فمن الناس مَنْ تناسبه الصحف، ومنهم من تناسبه وسائل الإعلام المرئية، أو المسموعة، أو الكتب، أو الأشرطة، أو غيرها، فينبغي أن يختار من يُسَوِّق نفسه الأنسب له، ولقدراته ومواهبه، كما ينبغي أن يتعلم المهارات اللازمة لكل وسيلة.

2- أن يختار من القناة الإعلامية التي قرر أن يُسَوِّقَ فيها ما يناسب ما يريد أن يُسَوِّقه، والفئة التي يريد أن يُسَوِّق لها، فمثلًا: لا يصح أن يحاول أن يُسَوِّق الإنسان نفسه؛كمثقف وينشرَ في مجلة ترفيهية أو العكس.

3- أن يختار الموضوع الذي يتناسب مع الصورة التي يريد أن يظهر بها، فلا ينساق وراء أي ظهور إعلامي لمجرد الظهور؛ فإنَّ ذلك قد يبني صورة ذهنية لدى الناس غير التي يريد تسويقها لنفسه؛ مما يجعل تغييرها أصعب.

4- النشر: قد يكون النشر للشخص الذي يريد أن يُسَوِّق نفسه، أو يكون نشرًا عنه، وليس نشرًا له، وأحيانًا يكون النشر عنه أقوى في تسويق نفسه من نشره هو لنفسه.

5- الإعلان: في تسويق الشخص نفسه يفترض أن يستعيض بالنشر عن الإعلان، إلا في الحالات التي يكون الإعلان فيها مستساغًا ومقبولًا، ومثال ذلك: أن يكون هناك انتخابات، أو ما شابه ذلك، فعندئذٍ يصح أن يكون هناك إعلان، ومن المهم في مثل هذه الحالة: أن يتم الإعلان بطريقة احترافية؛ فالإعلان يُظهر من يُسَوِّق نفسه بالشكل الذي يريد، وقد يظهره مُتكبرًا، أو ضعيفًا، أو غير ذلك، فللإعلان فنون في اختيار مكانه، وصياغة ما يُقال، وفي زاوية الصورة، وفي توزيع التصميم، وفي الإضاءة وغير ذلك، وعند تجاهل هذه القضايا التخصصية قد يُعطي الإعلان صورة عكسية على خلاف المؤمل والمرجو منه.