حقائق مهمة


1- القبول:

إذا أحب الله عبدًا زرع له المكانة في قلوب الناس، ووضع له القبول في الأرض؛ قال تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}[مريم:26] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله إذا أحب عبدًا؛ دعا جبريل، فقال: إنَّي أحب فلانًا فأحبَّه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إنَّ الله يحب فلانًا فأحبُّوه؛ فيحبَّه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا؛ دعا جبريل، فيقول: إنِّي أُبغض فلانًا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريلُ، ثم ينادي في أهل السماء: إنَّ الله يَبْغَضُ فلانًا فأبغضوه، قال:فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)).

فمن أحبَّه الله: كتب له الود والقبول في الأرض، ومن أبغضه: وُضِعَتْ له البغضاء، ولو فعل بعد ذلك ما فعل.

وهذا من أعمق وأقوى أساليب تسويق الإنسان نفسه، وهو يرجع في جزء كبير منه إلى نيته في تسويق نفسه.

وقد تقدَّمَ معنا في الأحكام الشرعية والمنهجية، والحديث في هذا الموضوع تعجز العبارة أن تحيط به، ولا يعرفه إلا من جَرَّبَ خَبَرَ تسويق الناس، وهو من الأسرار بين العبد وبين ربه.

2- الصدق:

من أعظم الأدواء في التسويق بصفة عامة، وفي تسويق الشخص نفسه بصفة خاصة، قال ابن القيم: ((ومنها (أي من وسائل النجاة): عظم مقدار الصدق، وتعليق سعادة الدنيا والآخرة، والنجاة من شرهما به، فما أنجى الله من أنجاه إلا بالصدق، ولا أهلك من أهلكه إلا بالكذب)) ا.هـ.

وكثير من الناس إنَّما يفشل في تسويق نفسه بسقوط مصداقيته بكذبه، ولو كان الكذب في البداية تأولاً، أو توريةً، أو إحراجًا، ثم بعد ذلك يستمرئ هذه القضية حتى ربما رأى المصلحة فيها، ولم يعد يشعر بسوئها، حتى صار الناس لا يعرفون إن كان ما يقوله صدقًا أم كذبًا! ولو سُمِّيَ الكذب باسم آخر مثل (الشطارة، والفهلوة، أو غير ذلك)، فسوف تسقط مصداقيته بين الناس، وتنتهي ثقة الناس به حتى لا يصدقوه، ولو كان صادقًا.

الدعاء: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يردُّ القضاءَ إلا الدُّعاء))، بل جاء في الإمامة دعاء خاص في كتاب الله -عز وجل-، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان:74] ، فالدُّعاء طلب للمدد والعون ممن بيده ملكوت السموات والأرض، الذي إذا أراد شيئًا؛ يقول له: كن فيكون، ولا يعجزه شيء؛ ولذا فهو حل لجميع الإشكالات التسويقية، وتجاوز لجميع العقبات التي تواجه المؤمن، كما أنَّه يُعين الإنسان كثيرًا على مراجعة نيته، وهو مبدأ -بلا شك- من أسباب النجاح التسويقي.

5016


كلمات دليلية: