5- التوازن النفسي


وهذا يحتاج لجهد كبير إذ يطغى على الشخص - ما لم ينتبه - طبائعه وظروفه وما يفرضه عليه من حوله، فما هو التوازن الذي نعنيه في تحويل الأفكار إلى مشاريع..؟.
إننا نعني أن لا يطغى على الشخص جوانب تضعف أو تلغي جوانب أخرى، فمن الناس من يطغى عليه في تحويل أفكاره لمشاريع جوانب على أخرى، ويحتاج الشخص أن يوازن في المشروع وبين المشروع والحياة أو المشاريع الأخرى، فيحتاج أن يوازن بين:
1- المشروع والمشاريع الأخرى.
2- العمل والعاملين.
3- اهتمامه بالنجاح في المشروع واهتمامه بالنجاح في الحياة الأسرية والشخصية.
4- موازنة أجزاء النفس في المشروع:
- الجانب العقلي: وما يتضمنه من جوانب تفكيرية أو تخطيطية أو إدارية أو استراتيجية، وطغيان هذا الجانب يحيل المشروع لتنظير لا معنى له، وفقده يحول المشروع لضياع واضطراب لا يوصل لشيء.
- الجانب العملي: وما يتضمنه من جوانب عملية تنفيذية إجرائية وزمنية، وطغيان هذا الجانب يحيل المشروع لضياع واضطراب وجفاف لا يحقق الهدف بينما فقده يحول المشروع إلى جماد لا ينمو بل لا يقوم.
- الجانب الشعوري: وما يتضمنه من جوانب شعورية نفسية إنسانية، وطغيان هذا الجانب يحوّل ويوقف العمل من أجل إرضاء الناس الذين يصعب - إن لم يكن يستحيل - إرضاؤهم، بينما فقده يجعل العمل جافاً لا يشبع نفوس العاملين فيه ولا يحقق طموحهم مما يؤدي لتكالبهم على إفساده بشعور أو بدون شعور.
- الجانب الروحي: وما يتضمنه من جوانب روحية إيمانية قيمية علوية، وطغيان هذا الموضوع قد يفقد القدرة على حساب الأرباح والمحاسبة على الأخطاء أو المنجزات، أما فقده فيؤول إلى نهم وتفكير في المكاسب المادية أو الدنيوية ولو على حساب المبادئ.
كيف نصل للتوازن:
يحتاج التوازن إلى عدد من المعطيات والأمور حتى يكون الإنسان متوازناً في تحويل أفكاره إلى مشاريع، منها:
1- أن يكون منتبهاً ومركزاً على التوازن وأهميته، وإلا شده ما يحب إلى أن يغلبه على الآخر، أو شده من حوله، وبذا يتحكم فيه غيره ويحركه ولا يتحرك هو بإرادته.
2- أن يكون مخططاً جيداً لمشروعه الذي سيحول فكرته له ومخططاً جيداً للمشاريع الأخرى بل لحياته كلها، وإلا ما خطط له سيغلب ما لم يخطط له.
3- أن يحيط نفسه بأناس متوازنين ناصحين، يكونون كالمرآة يرى فيهم انحرافه وخطأه.
4- النضج النفسي الداخلي والاستقرار الداخلي وعدم التذبذب أو القلق الداخلي.
5- أن يكون اعتماده على الله واستعانته به -كما تقدم في النقطة التي قبلها - وهذا يجعل الإنسان يتجاوز النظر إلى ظواهر الأمور إلى النظر إلى بواطنها فيكون أعمق في النظر وأكثر اتزاناً.
 ماذا يحدث لمن لم يتوازن؟:
1- طغيان المشروع على غيره من المشاريع أو نسيان المشروع والانشغال بمشروع آخر، وللأسف هذا كثيراً ما يحصل.
2- طغيان الأهداف العملية على العاملين أو نسيان الأهداف العملية من أجل العاملين ونفسياتهم.
3- الانشغال عن العبادة والأهل والأقارب والحياة الشخصية والأسرية بالمشروع، أو الانشغال عن المشروع بها، ولا يقوم مشروع وصاحبه منشغل عنه، كما لا تقوم حياة سوية وصاحبها منشغل عنها.
4- تغليب جانب من جوانب المشروع على جوانب أخرى، مما يجعل المشروع يسير بشكل أعرج مائل.
5- ردود الفعل الحادة في المشروع، فبعد انتباه صاحب المشروع لعدم التوازن عادة ما تكون ردود فعله حادة متطرفة كتطرفه السابق في جهة، مما قد يجعل المشروع ينهار ويسقط.
ويندر أن تحقق مشاريع غير متوازنة أو صاحبها غير متوازن نجاحات مميزة، فإن نجحت فهي نجاحات جزئية وقتية، سرعان ما يبرز عوارها لتبدأ ردود الأفعال الحادة فينتقل إلى الجانب الآخر من التوازن عكس ما سبق، ثم ينتبه وتستمر دائرة التخبط حتى ينتهي المشروع أو ينتهي صاحبه.
6321


كلمات دليلية: